scarafaggo

مدد الثوار الليبيون مهلة أسبوع للعقيد معمر القذافي للاستسلام، قبل البدء بعمليات عسكرية، تستهدف الأماكن المفترض أن يكون قد لجأ إليها في سرت أو في بني وليد، فيما دعا العقيد في كلمة بثتها فضائية الرأي التي تبث من سورية، في شريط إخباري على الشاشة، أنصاره إلى الاستمرار "بالمقاومة"، قائلاً: حتى لو لم تسمعوا صوتي استمروا، مشيراً إلى وجود خلافات بين الثوار وحلف شمال الأطلسي، وأضاف "أصبح الآن هناك توازن فكل القبائل مسلحة" ولا يمكن إخضاعها.
وفيما تكثفت أمس إشارات الاعتراف بالسلطات الجديدة في طرابلس، عقد في باريس اجتماع لإطلاق العملية الانتقالية في "ليبيا الحرة" وإعادة إعمار البلاد.
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن القرارات المتخذة خلال الاجتماع تسمح بالإفراج الفوري عن 15 مليار دولار من الأرصدة المجمدة لنظام معمر القذافي لحساب السلطات الجديدة في البلاد.

رجح نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة أن معمر القذافي قد يكون موجودا في بني وليد جنوب شرقي العاصمة الليبية، غيرأن هذه المعلومات لا تزال غير مؤكدة. وقال غوقة أمس "لدينا معلومات تتعلق بوجود القذافي منذ يومين في مدينة بني وليد لكن هذه المعلومات ما زالت غير مؤكدة" مشيرا إلى اشتباكات وإلى وجود الثوار قرب هذه المدينة. وجرت أول من أمس اشتباكات متقطعة بين الثوار وأنصار القذافي على الطريق الرابط بين زليتن شرقي طرابلس وبني وليد.
وسخر غوقة من تصريحات سيف الإسلام القذافي الذي أعلن نصرا "قريبا" للنظام. وقال "سيف الإسلام يقول إن النصر قريب، إنه نصر ثورة 17 فبرايرالذي اقترب. هو يعيش في حلم". ورفض غوقة كلام القذافي عن وجود "20 ألف مسلح" على استعداد للقتال في منطقة سرت إحدى آخر معاقل نظام القذافي والتي يسعى الثوار للسيطرة عليها. وقال إن أفراد عائلة القذافي "عودونا على إعلان أن لديهم عشرات ملايين الأنصار لكن في النهاية لم يعد هناك أكثر من عشرة أشخاص تقريبا لهم جميعا". وأضاف "قريبا ستكون نهاية هذا النظام والقذافي وأبناؤه سيحالون إلى المحاكمة قريبا". وجاء تحدي سيف الإسلام بينما أعرب الساعدي القذافي عن استعداده للاستسلام، وأعلن الثوارأنهم القوا القبض على عبد العاطي العبيدي وزير خارجية القذافي.
ومن جهته قال قائد عسكري رفيع بالمجلس الانتقالي إنه يعتقد أن الزعيم المخلوع موجود في بني وليد. وأوضح منسق غرفة العمليات العسكرية بطرابلس عبد المجيد مليقطة أن شخصا موضع ثقة قال إن القذافي ذهب إلى هناك ومعه ابنه سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي بعد ثلاثة أيام من سقوط طرابلس الأسبوع الماضي. وأضاف "أرادوا إقامة غرفة عمليات هناك والقيام بعمليات عدوانية ضدنا... تحدثنا إلى شخصيات بارزة من بني وليد لاعتقاله وتسليمه ولم يردوا. ونحن نقيّم الموقف". وذكر أن المنسق العام لملتقى شيوخ القبائل في حكومة القذافي علي الأحول موجود أيضا في بني وليد وهي معقل قبيلة ورفلة أكبرالقبائل الليبية. وأضاف "سنخرج بحل في غضون أربعة أيام. نحن قادرون على إنهاء الأزمة لكن العمل العسكري غير وارد في الوقت الراهن". ومضى قائلا "لا يمكننا مهاجمة هذه القبيلة لأن الكثير من كتائبنا في بنغازي والزنتان من بني وليد. مفتاح الحل في أيدي أبناء بني وليد".
وفي السياق نفسه ذكرت قناة آي تي البريطانية أن قوات بريطانية خاصة تتعقب القذافي حيث يعتقد أنه مازال في البلاد بعد رفض الجزائر السماح له بالدخول. ونقل التقرير عن مصدر بريطاني أن أعدادا كبيرة من القوات البريطانية الخاصة تستخدم قطعا بحرية راسية قبال الساحل الليبي لإطلاق عمليات بحث عن الزعيم الفار وعن شبكة أنصاره. ويعتقد أن فريقا أقل عددا يعمل انطلاقا من بنغازي في الشرق.
على صعيد آخر حذرت المفوضة الأوروبية كريستالينا جيورجيفا من انتهاك حقوق الإنسان في ليبيا. وقالت في مقابلة إن الاتحاد الأوروبي "لن يمنح ثقة مطلقة" للسلطات الجديدة في ليبيا. وأكدت المفوضة المكلفة المساعدة الإنسانية "إذا بدأت إراقة الدماء مجددا في ليبيا، فسنعارض ذلك. موقف الاتحاد الأوروبي تجاه من لا يحترمون القانون سيكون الموقف ذاته الذي اتخذ تجاه معمر القذافي". وأوردت منظمة هيومن رايتس ووتش أن أغسطس الماضي شهد ارتكاب بعض الثوار الليبيين عمليات نهب وحرائق إجرامية وسوء معاملة لمدنيين. والثلاثاء الماضي، أشارت منظمة العفو الدولية من جهتها إلى حالات سوء معاملة خصوصا تجاه أشخاص يشتبه في أنهم قاتلوا إلى جانب قوات القذافي خصوصا من بين أصحاب البشرة الداكنة والمتحدرين من بلدان جنوب الصحراء الإفريقية.